أقلام وآراءالعمليات العسكرية ضد المدنيين

تهشم التحالف العدواني ضد الشعب السوري؟….داود البصري

ملاحم الصمود الأسطورية التي تجري فصولا متسارعة في حرب أحرار الشام ضد النظام العدواني السوري وحلفائه من ميليشيات الطوائف والملل والنحل، أو الجيش الروسي، أو قطعات حرس الثورة الإيراني، تعبر حقيقة عن قصة صمود وإرادة شعب صبر على البلوى وهو يقاوم أعتى آلة حربية في العصر الحديث، وبمواجهة قوة نيرانية ضخمة جدا لم تتصد سابقا لأي ثورة، سوى الثورة السورية العظمى والتي برغم أطنان السلبيات الميدانية تظل فعلا تاريخيا غير مسبوق، وانعطافة كبرى في ملاحم شعوب الشرق النضالية.

لقد تصاعدت جرائم النظام السوري وحلفائه في جبهة حلب وريفها بدرجة مرعبة، وأوقع النظام خسائر موجعة بالمدنيين من خلال القصف الجوي بالبراميل وحاملات الطائرات الروسية التي تضرب بلا رحمة الأسواق والتجمعات المدنية وبما رفع من حجم الخسائر المرعبة، وفي ظل تدفق الميليشيات والعصابات الطائفية الإيرانية والعراقية والأفغانية، وطبعا بقيادة الاستثمار الإيراني الأكبر في المنطقة حزب الله اللبناني، والذي يخوض اليوم ضد الشعب السوري معركة وجودية كبرى تمثلت في حضور الآلة العسكرية التي كانت معدة كما يقولون للحرب مع إسرائيل! لقد خسر حزب الله كما خسر قادته الفعليون في الحرس الثوري الإيراني خسائر بشرية مروعة تصاعدت أرقامها البيانية مؤخرا لتشكل صدمة حقيقية للشعب اللبناني ذاته، والذي ورطه حزب حسن نصر الله في معركة ليست معركته، وكانت عنوانا لكل معاني الفتنة الكبرى التي تضرب المنطقة للأسف وتحيلها حطاما. أجندة حزب الله مرتبطة أساسا بأجندة قيادته المركزية في طهران، والعديد من قيادييه بدءا من (مغنية) وليس انتهاء بـ(مصطفى بدر الدين) سقطوا في دمشق! كما أن هزيمته النهائية وخروجه من التاريخ ستكون من دمشق حتما، فنصر الشعب السوري وثورته المباركة هي مسألة حتمية وواضحة رغم قساوة الموقف! لقد كان واضحا منذ البداية بأن الأجندات المختلفة بين الأطراف المتحالفة لابد أن تؤدي يوما ما لصدام حتمي سيجد طريقه للظهور العلني، فالأجندة الإيرانية التي تحرك طهران لترسل فرقها وجماعاتها الطائفية من العراقيين والأفغان واللبنانيين وغيرهم، هي مختلفة بالكامل عن الأجندة الروسية الداخلة في صراع استراتيجي وحيوي مع الغرب الذي يحاصر روسيا من عمق مجالها الحيوي! كما أن الإيرانيين وهم يرسلون فرق حرسهم الثوري ويضحون بقياداته التاريخية التي تساقطت أو تلك التي تتساقط يوميا، يرون في معركتهم السورية الشرسة معركة وجود ودفاع عن الاستراتيجية الإيرانية والمخطط الاستراتيجي الإيراني القديم بتصدير الثورة وتوسيع مساحات المجال الحيوي الإيراني الممتد في طريق الحرير القديم بين كابول الأفغانية وبيروت على البحر المتوسط مرورا بعاصمتي الخلافة الإسلامية بغداد ودمشق! ومع مرحلة بشار الأسد فقد اختلفت الموازين واستطاع الإيرانيون فرض رؤيتهم على النظام وتوسعوا أكثر في العمق السوري حتى إن وجودهم كان أحد أسباب اشتعال الثورة السورية، وهو ما يحاول الإيرانيون اليوم الدفاع عنه، ولكن مع ارتفاع وتيرة الخسائر البشرية بين صفوف الإيرانيين الذين خسروا قياداتهم الحرسية التاريخية، وكذلك الضربات الموجعة التي وجهت للميليشيات العاملة معهم ومنها ميليشيا حزب الله، فإن التناقض والخلاف كان لابد أن يتصاعد، وكما تجسد مؤخرا في التشابك بين الجيش السوري وقوات حزب الله في منطقة نبل والزهراء في الشمال السوري وقيام الطيران الروسي بقصف مواقع حزب الله بدلالة من إحداثيات الجيش السوري، دون أن نتجاهل بأن هنالك خلافا مكتوما بين حزب الله والنظام السوري بشأن دور المخابرات السورية الغامض في مصرع القيادي عماد مغنية أمام بوابة المخابرات السورية عام 2008 ومصرع خليفته مصطفى بدر الدين قرب مطار دمشق مؤخرا.. وزير الدفاع الروسي بنفسه جاء لدمشق لحل النزاع! وبما يعني بأن اللعبة قد أوشكت على نهايتها.

يقين نت + وكالات

ب ر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى