أزمة النازحين في العراق

أسباب سياسية وطائفية تمنع عودة مئات آلاف النازحين إلى نينوى

أكدت حكومة محافظة نينوى المحلية أن عدد النازحين حالياً ممن لم يعودوا إلى ديارهم يقدر بنحو 600 ألف نازح.

معاون محافظ نينوى لشؤون النازحين والمنظمات علي عمر كبعو. قال إن العديد من سكان القرى العربية في المناطق المتنازع عليها لم يسمح لهم بالعودة من قبل سلطات إقليم كردستان العراق، مبيناً أن إنهاء مشكلة تلك القرى يتوقف على قرار من الإقليم لضمان عودة النازحين العرب إلى قراهم.

وفي قضاء تلعفر التابع لمحافظة نينوى، الخاضع حالياً لسيطرة مليشيا الحشد الشعبي إضافة إلى سيطرة شكلية لقوات الجيش العراقي. يؤكد مواطنون، أن عناصر الحشد الشعبي يمنعون بصورة مباشرة وغير مباشرة عودة السكان التركمان السنة إلى مناطقهم، مشيراً إلى أن المنع يأخذ صوراً مختلفة منها التهديد المباشر أو تقديم شكاوى وبلاغات لدى الأجهزة الأمنية تفيد بالانتماء إلى داعش، الأمر الذي يدفع الأهالي لتجنب العودة خوفاً من الاعتقالات التي تطاول أبناءهم.

ويقدر عدد النازحين التركمان السنة بنحو 100 ألف شخص، منهم من يقيم في إقليم كردستان ومنهم من نزح باتجاه مدينة الموصل، بينما يتواجد الكثير منهم في تركيا. كما أن مئات العائلات التركمانية الشيعية التي نزحت من تلعفر عقب سيطرة داعش على القضاء، ولجأت إلى المحافظات الجنوبية، ما تزال تقيم في تلك المحافظات وترفض العودة بسبب الواقع الخدماتي السيئ في نينوى.

ولا يخفي بعض النازحين من الموصل إلى مدن كردستان خشيتهم من تسلط مليشيات الحشد الشعبي على المدينة ونفوذها الكبير الاقتصادي والأمني والسياسي، وسيطرتها على العديد من أوجه الحياة في الموصل يخلق هاجس خوف لدى السكان ويمنعهم من العودة، فضلاً عن الإجراءات الأمنية التي أعقبت عملية استعادة الموصل وإمكانية اعتماد وشاية المخبر السري التي تؤدي إلى اعتقال الأشخاص من دون أي أدلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى