
الألغام تهدد المدن العراقية (ملف)
حصدت حياة عشرات آلاف من العراقيين على مدار أكثر من عقد في عدد كبيرة من المدن العراقية، ويعد العراق أحد البلدان التي تشكل فيها المساحات الملوثة بالألغام واحدة من معوقات عودة الحياة فيها، ولا سيما المدن التي تم استعادتها من تنظيم الدولة “داعش” في السنوات الأخيرة.
المناطق الأكثر تضررا
تعد المناطق الأكثر عرضة لمخاطر الألغام هي المناطق المستعادة من تنظيم الدولة “داعش” مثل محافظة نينوى وصلاح الدين التي لا تزال مخلفات الحرب فيها متواجدة لغاية الآن رغم انتهائها منذ خمس سنوات، وسط مناشدات الأهالي للحكومة بمعالجة هذه الألغام دون استجابة على أرض الواقع.
الألغام المنتشرة في مساحات واسعة من مدن العراق ولا سيما المدن المستعادة من تنظيم الدولة “داعش” يعاني أهلها من مخاطرها، حيث ذكرت تقارير صحفية أن الأهالي يقولون إن خطر العبوات الناسفة هو الأكثر رعبا بالنسبة إليهم، خصوصا أن التنظيم عمد خلال فترة سيطرته على المدن، إلى نشرها في كل المدن والأرياف والطرق الرئيسية والفرعية، وهناك قلة في المعلومات عن أماكن زرعها في القرى والأرياف على أطراف المدن أو الرابطة بينها.
وأشارت المصادر الرسمية أن الأشهر الماضية شهدت أكثر من حالة انفجار أدت إلى مقتل مزارعين وأطفال ونساء في أكثر من مدينة مستعادة.
وهو ما أكده عضو المجلس السابق في محافظة صلاح الدين عساف الجبوري بأن مدنا وبلدات عدة داخل المحافظة ما تزال بعض أطرافها تحتوي على ألغام لم يتم رفعها، وخصوصا المناطق منزوعة السكّان التي تستولي عليها بعض الجماعات المسلحة المنضوية ضمن الحشد، وفي بعض الأحيان يقع ضحية هذه الألغام والعبوات بعض المزارعين ومربي المواشي.
وأشار إلى أن معظم الطرق الرابطة بين مراكز المدن وتحديدا الفرعية منها، تحتوي على ألغام، ولا سيما الطريق ما بين قضاء بلد وقضاء سامراء، وهناك انفجارات مستمرة يقع ضحيتها المدنيون، لكن من دون تحرك حقيقي من الحكومة.
8.5 ملايين مواطن وسط الألغام
يعيش كثير من العراقيين وسط المناطق الملوثة بالألغام، حيث كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 8.5 ملايين مواطن يعيشون وسط الألغام والمخلفات الحربية المميتة غير المنفلقة.
وتغطي هذه الألغام مساحة كبيرة تزيد عن 3200 كيلو متر مربع من الأراضي حسب تصريح سابق للمتحدثة اللجنة في العراق هبة عدنان، مشيرة إلى أن الألغام والمخلفات الحربية تسببت في سقوط نحو 700 ضحية بين عامي 2018 و2020.
وذكرت عدنان أن العراق يعد واحدا من أكثر البلدان التي تعرضت للتلوث بسبب الذخائر المتفجرة على سطح الكوكب، وأشارت إلى أن اللجنة الدولية تسعى جاهدة في إطار أنشطتها المتعلقة بالحد من التلوث بالأسلحة، إلى نشر الوعي من المخاطر التي تشكلها الأسلحة، فضلا عن تقديمها المساعدة للضحايا من حيث الإحالات الطبية.
تخطف العبوات المزروعة أرواح كثير من المواطنين وخاصة الأطفال في الأراضي والساحات والأرياف، حيث قتل 3 أطفال مطلع شهر فبراير/شباط الماضي في قرية “العذبة” الواقعة على حدود منطقتي بلد والإسحاقي، في محافظة صلاح الدين، وتسبّب ذلك بفاجعة للأهالي.
في هذا الملف نسلط الضوء على ملف الألغام والمخلفات الحربية التي تؤرق العراقيين منذ عقود من الزمن وازدادت خلال العقدين الأخيرين (لزيارة الملف اضغط هنا)