
20 عاما على احتلال بغداد (ملف)
تعاني العاصمة العراقية بغداد منذ احتلالها في 9 نيسان/ أبريل 2003 من تدهور كبير وفوضى عارمة وموجة اضطرابات دامية تسببت بها الصراعات السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد.
وبعد مرور 20 عاما على احتلالها لا تزال بغداد تواجه العديد من التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على حياة سكانها.
أحداث دموية
وشهدت بغداد هجمات طائفية ودخلت في دوامة من العنف والقتل على الهوية والاعتقالات وانتشرت فرق الموت لتبث الرعب في أرجاء العاصمة، حيث فشلت الطبقة السياسية في تأسيس نظام حكم عادل، وعمدت إلى نظام المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية ما أسهم في تعزيز الانقسامات الداخلية.
وبحسب إحصاءات موقع ضحايا حرب العراق، فقد ذهب ضحية الصراع الطائفي والسياسي والتفجيرات في بغداد أكثر من 288 ألف شخص منذ 2003، فضلا عن آلاف الضحايا الذين سقطوا جراء القمع الحكومي للاحتجاجات الشعبية التي شهدتها العاصمة في العقدين الماضيين، عندما خرج العراقيون لرفض سياسات الطبقة الحاكمة وفسادها وتبعيتها للتدخلات الأجنبية.
فساد وتدهور
ويعد تردي قطاع الخدمات أحد أبرز سمات بغداد بعد الاحتلال، حيث بدد الفساد والسرقات أموال العاصمة رغم التخصيصات الكبيرة، التي ابتلعها الفاسدون.
ويعاني القطاع الخدمي الذي يشمل خدمات الصحة والكهرباء والتعليم والاتصالات والبنية التحتية والطرق وغيرها، من تدهور خطير، جعل أحياء العاصمة تشارف على الخراب.
وأقرت لجنة الخدمات في محافظة بغداد بجود أكثر من 700 مشروع متلكئ أهدرت مئات ملايين الدولارات دون أن يتم إنجازها، ومعظم هذه المشاريع المتلكئة هي وهمية ولن ترى النور.
وفيما تتباهى عواصم العالم بعمرانها، توصف مداخل العاصمة بأنها “طرق موت” مع وجود شبهات فساد كبرى وتلكؤ بإنجاز المشاريع الحيوية في العاصمة.
كما تعرضت معالم بغداد لحملات تشويه واسعة وسط انتشار العشوائيات والتجاوزات وإهمال كبير لمبانيها التراثية والتي تحولت إلى مكب نفايات تغمرها المياه الآسنة، وبذلك فقدت عاصمة الرشد ألقها وسط تدهور كبير في كافة مناحي الحياة.
سطوة الميليشيات
ويعد الانتشار الكبير للمليشيات المسلحة التي تزايدت أعدادها خلال السنوات القليلة الماضية تحت ذرائع عديدة، من التحديات الكبيرة التي تعيق استقرار بغداد.
وتجوب شوارع العاصمة أكثر من 70 فصيلا مسلحا تعمل غالبيتها تحت غطاء الحشد الشعبي وتقوم بابتزاز سكان بغداد وتجارها، حيث تحولت بعض الأحياء البغدادية إلى معاقل لهذه الميليشيات ومقارها ومخازن أسلحتها.
ومع زيادة الانفلات الأمني انتشرت في بغداد عصابات الخطف، والسطو المسلح وعمليات الجريمة المنظمة، لتتحول إلى كابوس يؤرق البغداديين.
وأسهمت هذه الأوضاع المتردية وغيرها في جعل بغداد تتصدّر قائمة أسوأ مدن العالم لسنوات عديدة، بعد أن كانت حاضرة الدنيا ومنارة الأمم وقبلة العلماء من شتى انحاء العالم، وبقيت لسنوات طويلة نموذجا عمراني وثقافي في المنطقة.
أسوأ عاصمة
واحتلت بغداد على مدى 10 سنوات متتالية مركز الصدارة في قائمة أسوأ مدن العيش وفق تصنيف شركة “ميرسر” إحدى أكبر شركات استشارات الموارد البشرية العالمية.
واعتمد على مجموعة من العوامل، في المقارنة بين جودة الحياة فيها، وهي البيئة السياسية “الاستقرار السياسي والجريمة ونفاذ القانون” والبيئة الاقتصادية والخدمات المصرفية، فضلا عن البيئة الاجتماعية والثقافية من حيث توافر وسائل الإعلام والرقابة والقيود على الحرية الشخصية.
كما يقيس المؤشر جملة من الجوانب الصحية من ناحية توفر الخدمات الطبية وانتشار الأمراض المعدية، وأنظمة مياه الصرف الصحي والتخلص من النفايات وتلوث الهواء.
ويعود فشل بغداد وفق المؤشر إلى الفساد وسوء الإدارة والانفلات الأمني، فضلا عن انتشار العشوائيات وتراكم النفايات وغياب التخطيط.
في هذا الملف، نسلط الضوء على أوضاع بغداد بعد عقدين على دخول الاحتلال إليها، وكيف تراجعت مكانتها بين مدن العالم (لزيارة الملف اضغط هنا)