أزمة النازحين في العراقازمة تفتت المجتمع العراقيالعمليات العسكرية ضد المدنيينالموصلسياسة وأمنيةمحافظات العراق المنكوبة

قسم حقوق الإنسان في الهيئة يصدر تقريرا بعنوان “مدينة الموصل وقضاء سنجار على أبواب كارثة إنسانية”

 

أصدر قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين ، اليوم السبت ، تقريرا حول الكارثة الإنسانية التي تنتظر أهالي مدينة الموصل وقضاء سنجار جراء الانتهاكات المستمرة التي تمارسها القوات الحكومية برفقة ميليشيات ما تعرف بالحشد الشعبي ، من خلال منع دخول البضائع والمواد الغذائية إلى المدينة ، على غرار الحصار الذي ضُرب حول الفلوجة وأدى لمعاناة أهلها بشكل غير مسبوق.

وجاء في التقرير الذي تلقت وكالة يقين للأنباء نسخة منه “لم تنته معاناة مدينة الفلوجة المنكوبة واتساع رقعة انتهاكاتها الإنسانية، حتى أصبح مواطنو محافظة الموصل ومدن في محافظة صلاح الدين ضحية الانتهاكات المستمرة التي تمارسها القوات الحكومية برفقة ميليشيات (الحشد الشعبي)؛ حيث أبدى مواطنون من أهالي الموصل _في رسائل بعثوها لقسم حقوق الإنسان في الهيئة_ خوفهم من تعرضهم إلى مأساة أخرى كتلك التي شهدتها مدينة الفلوجة، فمدينتهم تتعرض إلى حصار اقتصادي تفرضه عليهم الحكومة الحالية وقوات (التحالف الدولي) من خلال منع دخول البضائع والمواد الغذائية إلى المدينة، على غرار الحصار الذي ضُرب حول الفلوجة وأدى لمعاناة أهلها بشكل غير مسبوق”.

وأضاف التقرير “وتشهد المدينة ارتفاعاً حاداً في أسعار المواد الغذائية، وقلة في الأدوية تصل إلى حد الندرة في بعضها، ويتحدث أهالي الموصل عن كون المحافظة ((مقبلة على كارثة إنسانية، لأنها أصبحت محاصرة من جميع الجهات، وﻻ يسمح بدخول المواد الغذائية إليها، والمخزون لديها قارب على النفاد، والموجود أصبح حكراً على بعض أهل المدينة بسبب ارتفاع أسعاره))”.

وتابع التقرير “ومع بلوغ النازحين أعدادا كبيرة في العراق؛ فإن ما يقابل ذلك من مستلزمات وتهيئة البنية التحتية لهم ضئيل جدا، وهذا ما صرحت به جمعية الهلال الأحمر العراقي بقولها: ((إن أزمة تزايد النازحين الفارين من مناطق القتال في الأنبار والموصل تتصاعد مع استمرار المعارك، وسط ضعف في تهيئة البنية التحتية اللازمة في المخيمات لإيواء النازحين وتوفير احتياجاتهم الإنسانية))”.

وأوضح التقرير “وتحدث قسم من أهالي قضاء سنجار في محافظة نينوى إلى قسم حقوق الإنسان بأن القضاء يقع الآن فريسة لكارثة إنسانية تهدد الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ. ومن الجدير بالذكر أن مناطق واسعة يقطنها مواطنون من عشائر (الجحيش وزبيد) عالقة وسط المعارك بين القوات الحكومية و(تنظيم الدولة) منذ أكثر من (8) أشهر”.

وأشار التقرير إلى أنه “ويعاني أفراد القبيلتين من نقص حاد في الغذاء والدواء، وقد تعرضوا إلى التعذيب والتهجير والحصار من قبل ميليشيات يزيدية وقوات حكومية؛ حيث قامت بحرق منازلهم وسلب أموالهم”.

وأضاف التقرير “ويقبع هؤلاء المدنيون الذين يتجاوز عددهم أكثر من ألفي شخص في مخيمات لا تستطيع الصمود لأكثر من أسبوع بسبب رداءة نوعيتها، وقد فرّ حوالي (450) مدني إلى مناطق الحدود مع أربيل والقرى القريبة من مواقع الجيش هناك ولا يستطيع أحد الدخول إلى مناطق ربيعة أو السماح لهم بدخول أربيل.

وتابع التقرير “وناشد أهالي منطقة سنجار (القسم) بأن ينقل معاناتهم إلى المجتمع الدولي وإلى المنظمات الدولية؛ لكي تتدخل وتقدم المساعدات لهم”.

وأكد التقرير “وتأتي هذه الانتهاكات في وقت غاب فيه القانون وسلطته وسادت فيه سلطة الميليشيات، وهذا ما نلمسه من خلال تصريحات مسؤوليها حيث أكدوا بأنهم سيشاركون في معارك الموصل القادمة، فضلاً عن الانتهاكات الصارخة والواضحة لحقوق الإنسان التي قام بها عناصر الميليشيات بحق مدنيي أهل الفلوجة”.

وجاء في ختام التقرير “وتعد هذه المعارك والصراعات التي تقودها هذه الميليشيات حروبا انتقامية طائفية غير مشروعة ونتيجة لدوافع الانتقام من أهالي هذه المدن، وهذا ما يتنافى مع قواعد قوانين الحرب وقانون حقوق الإنسان”.

يقين نت

م.ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى