
الصراع المحتدم في جحور التحالف الوطني وبين اعضائه يخرج للملئ ويتكشف للقاصي والداني
مع احتدام الصراع والانقسام داخل التحالف الوطني الحالي ، وتبادل الاتهامات بين كل أطرافه تقريبا ، ومحاولة كل طرف منهم الاستفراد ، تبدو ملامح التصدع في ذلك التحالف أكثر من ذي قبل ، ويبدو أيضا أنه يعيش أكثر مراحله ضعفا وتشتتا.
جانب من ذلك الصراع داخل التحالف الوطني الحالي ظهر جليا في هجوم كتلة ما تعرف بالمواطن التابعة لإئتلاف “عمار الحكيم” على رئيس الوزراء الحالي “حيدر العبادي” والذي اتهمه فيه بخلق الكثير من الأزمات السياسية في البلاد.
النائب عن ائتلاف ما يعرف بالمواطن “محمد المسعودي” انتقد العبادي ، وأكد أنه كان عليه ان يبعث برسائل اطمئنان الى الكتل السياسية ويقوم بتغيير الوكلاء والمدراء العاميين ورؤساء الهيئات المستقلة قبل تبديل الوزراء الحاليين اذا كان هدفه قتل المحاصصة ، مشيرا إلى أن العبادي أتى بكرة النار الى مجلس النواب ظناً منه بان المجلس سيحترق ولكنه هو من اكتوى بها.
ائتلاف الحكيم أقر بأن الصراعات بين الساسة الحاليين هي السبب الرئيس وراء ما تشهده البلاد من أزمات على جميع الأصعدة ، وأكد النائب عن كتلة ما تعرف بالمواطن “عامر الفائز” أن ما حصل في الاونة الاخيرة من انقسامات سياسية بين الكتل المختلفة يعتبر السبب الرئيس وراء ما حدث من هجمات ، التي استغل منفذوها هذه الانقسامات.
التفجيرات التي ضربت العاصمة بغداد مؤخرا ، وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى سقط معظمهم في منطقة الصدر ، ألهبت الصراع داخل التحالف الوطني الحالي وبين الساسة الحاليين ، حيث هاجم رئيس لجنة ماتعرف بالامن والدفاع البرلمانية وعضو مايعرف بالتيار الصدري “حاكم الزاملي” ، وزير الداخلية الحالي “محمد الغبان” وقيادة ميليشيا بدر التي ينتمي اليها ، واتهمه بتسخير الاستخبارات للبحث عن المتظاهرين وترك أمن العاصمة.
الزاملي انتقد الغبان وأكد أنه كان الأجدر به الحفاظ على الناس لا أمن كرسيه وحزبه ، مشيرا إلى أن الغبان انتفض لدخول المتظاهرين الى ما اسماها منطقة المفسدين في اشارة للمنطقة الخضراء وقلب الدنيا وجيش الجيوش وأمر بإطلاق النار على المتظاهرين.
وزارة الداخلية الحالية ردت على اتهامات الزاملي وأكدت ان من يعبث بامن الناس ويضطر الاجهزة الحكومية الحالية الى توظيف جزء كبير من مواردها لمواجهة احتمالات التدهور الامني هو من يتحمل مسؤولة التفجيرات الدامية لانه يصر على خرق القوانين وتجاوز النظام.
الوزارة أكدت في بيانها ، ان هناك اصواتا لاتزال تمارس التضليل وتستغل مواقعها السياسية خاصة في مجلس النواب الحالي لتشن حملات اعلامية ضد الاجهزة المشتركة الحالية بدعوى الرقابة التشريعية ، الا ان منطلقات التشويه والهجوم الظالم هو المواقف الحزبية والكتلوية وليس المصالح العامة ولا الحرقة على امن المواطنين.
الصراع بين ما يعرف بالتيار الصدري و”حنان الفتلاوي” رئيس كتلة ما تعرف بإرادة البرلمانية التابعة لإئتلاف المالكي ، تأجج أيضا عقب تفجيرات بغداد ، حيث اتهمت الأخيرة ما يعرف بالتيار الصدري بالتحريض ضدها وحملته مسؤولية حياتها وأفراد عائلتها.
الفتلاوي انتقدت متاجرة ما يعرف بالتيار الصدري بدماء الأبرياء واستغلال ذلك لتصفية الحسابات السياسية ، كما انتقدت استغلال ما يعرف بالتيار الصدري خلال التظاهرات لمشاعر أهالي ضحايا التفجيرات وعدته تصرف يشمئز منه كل عاقل ويرفضه ، مؤكدة أن لغة التحريض والتهديد لن توصل البلد إلا الى الفوضى ، وتبعد الانظار عن محاسبة المقصرين الفعليين بالملف الامني بدءً بالعبادي والوزراء الامنيين الحاليين وقائد العمليات والمحافظ الحاليين ورئيس لجنة ما تعرف بالامن والدفاع.
عجز الحكومة الحالية عن حفظ الأمن في العاصمة بغداد ، أقر به عضو لجنة ماتعرف بالأمن والدفاع البرلمانية “قاسم الاعرجي” والذي انتقد وزارتي الدفاع والداخلية وأقر بأن ليس لديهما القدرة والسلطة على نقل نقطة تفتيش من موقعها ، لافتاً إلى أن مدينة الصدر بالتحديد هي بيد الفرقة 11 التابعة لوزارة الدفاع ولا توجد قطعات للداخلية فيها ، فيما أثنى الأعرجي على قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني” على تدخله في شؤون العراق الداخلية والخارجية.
ائتلاف ما يعرف بالوطنية الذي يتزعمه “إياد علاوي” دخل على خط الاتهامات للحكومة الحالية بالفشل بعد تفجيرات بغداد ، فقد حمل ائتلاف علاوي ، العبادي مسؤولية التفجيرات الدامية التي استهدفت مناطق ببغداد ، مؤكدا ان سبب التدهور الامني المستمر في العراق هو ضعف الدولة الحالية ، كما انتقدالحكومة الحالية وعلى رأسها العبادي ، لاخفاقها في حماية أهالي بغداد والمحافظات الاخرى.
الائتلاف نفسه اقر بأن الطائفية والمحاصصة في حكومات ما بعد الاحتلال الأمريكي للبلاد ، هي السبب الرئيس في إيصال البلاد إلى هذه الأوضاع الراهنة التي وصفها بالمزرية ، كما اقر علاوي بان البناء الطائفي والمحاصصاتي للبرلمان والحكومات السابقة بعد 2004 من نتائجها ما يعاني العراق من اوضاع مزرية وقلقة خاصة ان العملية السياسية لم تعد قادرة على تحقيق رغبات الشعب سواء في الامن ام الاقتصاد ام الاوضاع الاجتماعية.
الصراع بين ميليشيا ما تعرف ببدر التي يتزعمها “هادي العامري” وما يعرف بالتيار الصدري الذي يتزعمه “مقتدى الصدر” أظهر جانبا آخرا من تشتت التحالف الوطني الحالي ، حيث اتهم الزعيم في ميليشيا ما تعرف ببدر “محمد ناجي” ، النائب عن ما يعرف بالتيار الصدري “حاكم الزاملي” بالتخطيط لاقتحام أنصار الصدر للمنطقة الخضراء والبرلمان الحالي.
ناجي حذر الزاملي من اللعب بالنار ، وأكد أنه لم يقدم شيئا مفيدا للشعب ، مشيرا إلى أن تصريحاته تمثل طموحه بان يكون وزيرا للداخلية بدلا من الوزير الحالي “محمد الغبان”.
تشتت التحالف الوطني الحالي ظهر كذلك في سعي ائتلاف ما يعرف بدولة القانون الذي يتزعمه “نوري المالكي” إيجاد بديل عن رئيس الوزراء الحالي “حيدر العبادي” ، وهو ما أقر به النائب عن الائتلاف “كامل الزيدي” وأكد وجود حراك وتداول لبعض الاسماء البديله لتولي منصب رئاسة الحكومة بدلا من العبادي.
الزيدي اعترف أيضا أن هناك اسماء عديدة تذكر اثناء التداول ولا يمكن ذكرها في الوقت الحالي ، مؤكدا ان العراق بحاجه الي شخصية قوية حتى تستطيع ان تدير الحكومة.
الصراع والانقسام لم يقتصر على أطراف التحالف الوطني الحالي بل تعداه إلى انقسام آخر داخل الأحزاب الرئيسة في ذلك التحالف ، حيث شهد حزب الدعوة الحالي الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الحالي “حيدر العبادي” صراعات وانقسامات بين أعضائه من الساسة الحاليين ، فقد هاجم ائتلاف مايعرف بدولة القانون الذي يتزعمه “نوري المالكي” حزب الدعوة الحالي على خلفية زيارة اعضاء منه الى السليمانية للاعتذار للاكراد عقب الاعتداء الذي تعرضوا له اثناء اقتحام البرلمان ، واصفا الزيارة بالذليلة والحقيرة .
النائب عن الائتلاف “جاسم محمد جعفر” انتقد الزيارة وأكد أن ذهاب علي العلاق وعامر الخزاعي ممثلان عن رئيس الوزراء الحالي او عن حزب الدعوة الحالي في هذا الظرف بالذات هي زيارة ذليلة لا تليق بشأنهما واعتذار حقير بكل المقاييس ، مشيرا إلى أنه في حال ثبتت الزيارة بأنها مبرمجة من قيادة الحزب الحالية والتي استبعدها سأتخلى عن مسؤولياتي في حزب الدعوة الحالي ، مؤكدا أن الزيارة مستنكرة سواء رضي حزب الدعوة الحالي ام غضب.
الصراع داخل حزب الدعوة الحالي احتدم أيضا بمهاجمة الحزب نفسه للعضو فيه “علي العلاق” على خلفية اعتذاره لرئيس كتلة التحالف الكردستاني “آلاّ طالباني” واتهامه له بالتملق ، فقد انتقد حزب الدعوة الحالي علي العلاق وأكد أن التملق الذي ظهر فيه النائب الحالي علي العلاق واعتذاره لرئيس كتلة التحالف الكردستاني ، لا يليق بعمامته ولا بشخصه كـقياديٍ في الحزب ، فيما أشار إلى أن الوفد يمثل رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي شخصياً وليس الحزب.
الخلافات بين الساسة الحاليين والتكالب على المناصب لاسيما داخل التحالف الوطني الحالي ، لاشك أنهما سببان رئيسيان في الحالة المتدهورة التي وصلت إليها البلاد على جميع الأصعدة خاصة الأمنية والاقتصادية ، وهو ما أقر به عضو هيئة رئاسة مجلس النواب المقال “همام حمودي” الذي أكد أن التفجيرات التي طالت محافظتي بغداد وديالى، ماهي الا نتيجة للخلافات السياسية الحادة بين الكتل والاحزاب والائتلافات السياسية الحالية.
الحالة التي وصلت إليها البلاد ، عزاها البعض إلى فشل العملية السياسية برمتها وعجزها عن تلبية رغبات المواطن العراقي ، حيث انتقد المرجع الديني “جواد الخالصي” العملية السياسية الحالية ووصفها بالفاشلة فيما دعا لوضع حل للفشل الامني والسياسي المتواصل في العراق منذ احتلاله عام 2003.
الخالصي أكد في بيان له الدم العراقي لايزال ينزف متزامناً مع الفوضى المبرمجة التي تعيشها الساحة السياسية في البلاد وصراع المصالح الشخصية والحزبية والطائفية والفئوية”، داعياً الى “اعادة نظر بالعملية السياسية ووضع حل للفشلين الامني والسياسي.
الأوضاع المتدهورة في العراق على كل الأصعدة هي بمثابة دليل قاطع على فشل العملية السياسية الحالية التي يتصدرها ساسة حاليون يلهثون وراء المناصب والكراسي ، بينما يبقى الشعب العراقي وما يعانيه من أزمات منذ عام 2003 ولايزال ، ضحية جوقة من الفاسدين المفسدين.
يقين نت + وكالات
م.ع