تقارير

شروط تعجيزية لمنح جواز سفر يتذيل قوائم الجودة العالمية

من جديد يهبط جواز السفر العراقي إلى ذيل قائمة جوازات السفر العالمية، بعد أن وضعه تصنيف مؤشر “هينلي” للعام الحالي في المركز 110 من أصل 111، ليكون أحد أسوأ جوازَي سفر على مستوى العالم، منافساً جواز السفر الأفغاني على المركز الأخير. وبحسب موقع PASSPORT INDEX العالمي، فإن “عدد الدول التي تسمح بدخول حملة الجواز العراقي بدون سمة دخول هي 4 دول، وبلغ عدد الدول التي تمنح السمة عند الوصول 31 دولة”، موضحاً أن دولتين فقط تمنحان السمة الألكترونية للعراقيين، أما عدد الدول التي تشترط على حامل الجواز العراقي الحصول على سمة دخول مسبقة، فقد بلغ 161 دولة”.

ورغم هذه المرتبة المتدنية، فإن الحصول على جواز سفر جديد يمثل مشكلة حقيقية خاصة لعراقيي الخارج، وذلك بعد الشروط التعجيزية التي فرضتها وزارة الداخلية، وفي مقدمتها شرط تقديم صورة القيد الألكتروني.

ويعتمد تقييم المؤشرات الدولية لجودة جواز السفر، على عدد الدول التي تسمح لحامله بالدخول إليها بدون تأشيرة، لكن عراقيين أضافوا عوامل اخرى أفرزتها تجربتهم في الخارج، تجعل من جواز السفر العراقي بنظرهم الأسوأ على الإطلاق. وقال المواطن “محمود شاكر” المقيم في تركيا، إن هناك أخطاءاً يصعب فهمها، سببت له ولغيره مشاكل لا يمكن حصرها، ولا يمكن حلها بسهولة.

 

 

أخطاء يصعب فهمها

وأضاف شاكر لصحيفة أجرت تحقيقاً عن أوضاع العراقيين في الخارج، “لا يمكنني فهم سبب تغيير رقم جواز السفر في كل مرة يصدر فيها جواز جديد، إن هذا يجعل من حامل الجواز الجديد شخصاً آخر بنظر السلطات”. وتابع محمود “أردت بيع شقتي في مدينة أسكي شهير، فتفاجأت بطلب موظف التسجيل العقاري مني إثبات أنني نفس الشخص الذي اشترى الشقة، لأن رقم جوازي الجديد لا يتطابق مع الجواز القديم، وهذه المشكلة واجهتني في المصرف الذي أتعامل معه، وفي دائرة الإقامة، وأينما اقتضت مراجعة دائرة رسمية”.

وشكت المواطنة “إقبال عبد الله” من مشكلة تحديد عدد حروف الإسم التي تبرز بشكل خاص في الأسماء المركبة، مؤكدة أن موظف الدائرة القنصلية طلب منها اختصار اسم ابنها، مما يجعل الإسم غير متطابق مع اسمه في جوازه القديم، متسائلة “لماذا لم يفعلوا ذلك عند إصدار الجواز أول مرة ويجنبونا هذه المشاكل؟”

وأضافت عبد الله متحدثة للصحيفة، “سبق لي أن عانيت من مشكلة اختلاف الإسم عندما قرروا استبدال اللقب باسم الجد المكرر، مما جعل اسم ابني مختلفاً للمرة الثالثة، ولا أدري كيف سأفسر الموضوع لدائرة الإقامة ولإدارة مدرسته”.
وفي وقت لم تعد عملية الحصول على وثيقة جواز السفر في كثير من بلدان العالم تستغرق من الوقت أكثر مما يستغرقه شرب فنجان من القهوة، ويحصل عليه المواطن بنفسه بعد إدخاله البيانات المطلوبة في آلة اوتوماتيكية دون وجود ضابط شرطة ينظر إليه بعين الريبة، رصد مراسل الصحيفة حالة مواطنين يعيشون بلا جواز سفر وبلا إقامة منذ سنين، إذ أن الحصول على إقامة يقتضي أن يكون لدى الأجنبي جواز سفر نافذ. وأصبح الحصول على هذه الوثيقة هماً ثقيلاً يرهق المغتربين والطلاب الذين تنتهي صلاحية جوازاتهم في الخارج، فهم أمام محنة حقيقية لكثرة الوثائق الثبوتية التي يطالبهم بها موظفو السفارات والدوائر القنصلية، والتي يستحيل الحصول عليها في الخارج.  ووصف طالب دراسات عليا في ألمانيا هذه التعقيدات بأنها “آخر اختراعات الداخلية العراقية، والتي لا مثيل لها في أي بلد في العالم، حيث يتوجب على صاحب الطلب العودة إلى العراق للحصول عليها، وكأن الداخلية لا تعلم بأن سفر المواطن يصبح مستحيلاً بعد انتهاء صلاحية جواز سفره”.

 

طلبات تعجيزية

وتجمع عدد من العراقيين أمام سفارة بلدهم في العاصمة الألمانية برلين، حول مراسل قناة تلفزيونية رصدت هذه الظاهرة، ليعرضوا مشكلتهم المتمثلة باستحالة حصولهم على وثيقة سفر جديدة، بسبب الطلبات التعجيزية.

وقال مراسل القناة، إن أكثر من نصف مليون عراقي يعيشون في ألمانيا فقط يعانون من المشكلة ذاتها، فضلاً عن الملايين من المهاجرين وطالبي اللجوء والطلبة والمقيمين المنتشرين في بلدان العالم. ويواجه هؤلاء مشاكل جمة عند مراجعتهم الدوائر الرسمية في البدان التي يعيشون فيها، حيث يعتبر جواز السفر الوثيقة المعتمدة لإثبات هوية الأجنبي المقيم أو الزائر لبلادهم.

وكانت وزارة الداخلية، قد أوقفت اعتماد هوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية الصادرة قبل عشر سنوات في معاملات جواز السفر لاستبدالها بالبطاقة الموحدة، ولحين تمكن المواطن من الحصول على البطاقة الموحدة، يتوجب عليه تقديم صورة القيد الألكتروني، والتي لا يمكن الحصول عليها الا بحضوره شخصياً إلى دائرة الاحوال المدنية في محافظته، ولا يجوز توكيل شخص آخر، حيث يجب أخذ بصمة أصابع وعين صاحب العلاقة.

وشكا عراقيون مقيمون في الخارج انتهت صلاحية جوازاتهم، من أن هذا الإجراء يهدف لإجبار أعداد هائلة منهم على العودة، دون النظر للمصاعب العديدة التي تواجههم، كما أن إقامتهم في الخارج لا يمكن تجديدها بدون جواز سفر نافذ.

وطالب هؤلاء بتخويل السفارات العراقية في الخارج ودوائرها القنصلية بإصدار القيد الالكتروني الشخصي وأخذ البصمات المطلوبه، ليتمكنوا من الحصول على جواز سفر جديد، فيما عبر آخرون عن اعتقادهم، بأن المشكلة يمكن حلها بإرسال وزارة الداخلية فرقاً إلى البلدان التي يتواجد فيها عراقيون لإصدار البطاقة الموحدة، التي أصبحت هي الاُخرى معضلة كبيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى