تقارير

الحشد الشعبي والعمال الكردستاني.. مصالح عابرة أم مشروع دائم؟

 

بينما تتطور علاقة ميليشيات إيران في العراق بشكل متسارع مع حزب العمال الكردستاني (pkk) شمال العراق، تساءلت صحيفة تركية إن كانت الإدارة الأمريكية التي تواصل دعمها لهذا التنظيم تعلم بذلك. وقالت صحيفة “خبر ترك” إن هذا التنظيم يوثق علاقته بإيران وميليشياتها ليضمن بقاءه في قضائي سنجار ومخمور في محافظة نينوى، مشيرة إلى اجتماعات تعقد بين ضباط إيرانيين وعناصر من ميليشيا النجباء التابعة للحشد الشعبي مع وحدات مقاومة سنجار، ذراع حزب العمال الكردستاني.

ومن اللافت أن حكومات الولايات المتحدة وايران وسوريا تدرج هذا التنظيم على لوائح الارهاب، بنفس الوقت الذي تعزز علاقاتها معه.

وكان مسؤولون من حكومتي بغداد وأربيل، قد أجروا مباحثات مع التنظيم برعاية الامم المتحدة في تشرين الأول/اكتوبر 2020، إنتهت بالتوقيع على اتفاقية الإنسحاب من سنجار وجبالها، لكن ما حدث بعد ذلك هو العكس، حيث عزز التنظيم نشاطه وضاعف أعداد مسلحيه في سنجار وما حولها.

ونقلت الصحيفة عن مصادرها في سنجار قولهم، إن الفرع العراقي للتنظيم عقد اتفاقاً مع ميليشيا النجباء، تضمن حصوله على أسلحة وذخائر من الميليشيا التابعة للحشد، من أجل السيطرة على الطريق الواصل بين قضاء سنجار الحدودي والحسكة في سوريا.

 

الضلع الثالث في المثلث الإيراني

وأشارت الصحيفة إلى انضمام “محمد كوثراني”، المسؤول في حزب الله اللبناني، والمكلّف بالإشراف على العمليات الإيرانية المسلحة في العراق إلى الاجتماع، لتكتمل أضلاع المثلث الإيراني على أرض سنجار العراقية، الأمر الذي يؤكد أن “حزب العمال الكردستاني ليس فقط على اتصال بحركة النجباء ولكن أيضاً مع حزب الله، ألذي يتم تنسيقه بشكل مباشر من قبل إيران” بحسب الصحيفة.

ولم تمض فترة طويلة على اتفاق الإنسحاب، حتى تموضعت وحدات من ميليشيا الحشد  في عدد من المباني والمدارس والدور التي تركها أصحابها فاتخذتها معسكرات لها، بنفس الوقت الذي بدأ حزب العمال الكردستاني إعادة انتشاره في سنجار والجبال المحيطة بها.

الهدف من عودة قوات الحشد الشعبي للسيطرة على سنجار هو إبقاء المدينة تحت السيطرة الإيرانية كونها منطقة حيوية

وفي اعقاب ذلك حصل التنظيم على قذائف 107 وذخائر عسكرية من ميليشيات الحشد، وهي ليست المرة الاولى التي يحصل فيها التنظيم على هذه الاسلحة، فقد سبق لإيران تزيده بها بذريعة مقاتلة تنظيم الدولة “داعش”، وبحسب مصادر الصحيفة، فإن “القرار اتخذ لتمهيد الطريق أمام حزب العمال الكردستاني لاستخدام المنطقة الواقعة بين سنجار ومحافظة الحسكة للمعابر العسكرية والمدنية، وأن أمن الطريق سيكون تحت سيطرة حزب العمال الكردستاني والحشد الشعبي”.

ويتخذ التنظيم من جبال الشمال العراقي ملجأ آمناً بعد تنفيذه عمليات إرهابية داخل الأراضي التركية. وفي أعقاب العثور على 13 جثة لرهائن أتراك اختطفهم التنظيم وقتلهم داخل الأراضي العراقية، تساءلت صحيفة “عربي 21” التركية، عما إذا كان الحشد الشعبي يعمل على جر العراق لحرب مع تركيا في سنجار، من خلال دعمه لإرهابيي التنظيم.

 

رواتب “بي كا كا” من ميزانية الحشد  

وأكدت مصادر صحفية، إن “حزب العمال الكردستاني يتقاضى رواتب قواته المحلية في سنجار من قبل الحشد الشعبي الموالي لإيران” وإن هذا التنظيم، يحظى بنفس الوقت بدعم لوجستي وعسكري وحماية في سوريا من قبل الولايات المتحدة.

وأكد الباحث السياسي الكردي “كفاح محمود” ” ذلك، مضيفاً “ان التحشيد العسكري يمثل اغتيالاً وإلغاءً لاتفاق سنجار الموقع بين بغداد وأربيل، الذي نص على إخراج الحشد الشعبي وحزب العمال الكردستاني من كامل سنجار”. ويرى محمود أنه  قد “جرى اللعب على اتفاق سنجار في بداية الأمر، وتحويل عناصر حزب العمال الكردستاني إلى فصيل في هيئة الحشد الشعبي تدفع رواتبه وتسلحه قيادة الحشد”.

وتابع محمود إن “قوات الحشد الشعبي التي وصلت إلى سنجار احتلت مبانيَ حكومية خالية، لأن الحياة في المدينة لم تعد إلى طبيعتها منذ عام 2014، وحولتها إلى مقرات لهم في مركز وأطراف سنجار الشمالية والجنوبية”، مضيفاً أن “الهدف من عودة قوات الحشد الشعبي للسيطرة على سنجار هو إبقاء المدينة تحت السيطرة الإيرانية كونها منطقة حيوية، وتعتبر حلقة وصل بين العراق وسوريا”.

 

النازحون ..المشكلة الأزلية

ورغم مرور سنتين على اتفاق سنجار مازالت ميليشيات الحشد وعناصر العمال الكردستاني تسيطر على المدينة، وبدلاً من أن تنفذ الاتفاق وتغادر المدينة، منعت العوائل النازحة من العودة الى منازلها. وأفادت الأخبار الواردة من سنجار أن “قوات حماية سنجار” المعروفة باسم (اليبشة)، وهي الذراع العراقي لتنظيم العمال الكردستاني، منعت أواخر الشهر الماضي عائلات عربية اضطرتها الحرب للنزوح من العودة إلى منازلها، كما هاجمت مسجداً وعدداً من المنازل. واثر تهديدات بالقتل اضطرت العوائل لطلب الحماية من حكومة محافظة نينوى بمدينة الموصل، وأطلعتهم على الموافقات الأمنية التي سبق لها الحصول عليها، لكنها لم تقف إلى جانبهم. وقال أحد النازحين إنّ “العائلات حوصرت في مسجد الرحمن وسط القضاء، وما فعله الجيش هو فقط تأمين مغادرتها إلى خارج سنجار، دون أن يكون له أي موقف تجاه المليشيات التي هددت بالقتل”.

وأكد الناشط السياسي “أنس السالم” وجود مخطط لإبعاد العرب تحديداً عن ديارهم، وهم مكون رئيس من مكونات المدينة، وأن حزب العمال الكردستاني، “يحاول إبقاء الوضع على ما هو عليه، وعدم السماح للعرب النازحين من العودة”.

وطالب النائب السابق “علي المتيوتي” بطرد جميع الجهات المسلحة الأجنبية، وأبرزها “العمال الكردستاني” التي تمنع النازحين وخاصة العرب من العودة ، مؤكداً عودة القليل من النازحين الذين يبلغ عددهم أكثر من 120 ألف شخص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى