
تنفيذا لاجندات ايرانية…انتهاكات وجرائم ميليشياوية منظمة في محافظتي الانبار وصلاح الدين
حرب تصفية حساب انتقامية واسعة تشنها القوات الحكومية وميليشيات مايعرف بالحشد الشعبي على المحافظات المنتفضة ومنها الانبار وصلاح الدين بهف تغيير واقعها الديمغرافي والحاق الضرر باهلها وفق اجندات ايرانية رامية للانتقام من هذه المحافظات .
فعقب الخسائر التي تكبدتها هذه المجاميع التي لاتتسع الصفحات لرصدها ، وفي اطار مساعي الاجندات التي اشرنا اليها مسبقا تقوم هذه لمجاميع بجرائم يندى لها جبين الانسانية وتحاول رسم نصر على جثث الابرياء تمثلت بالقتل والخطف وحرق للجثث وسلب ونهب لممتلكات قاطني هذه المحافظات .
محافظة صلاح الدين كانت ولازالت مسرحا لجرائم الميليشيات الطائفية في اطار مساعيها الرامية لاحداث التغيير الديمغرافي فيها وفق اجندات ايرانية .. المعتقلون من اهالي هذه المحافظة ومايتعرضون من انتهاكات على ايدي هذه الميليشيات في تواصل مستمر ، اذ عثر على جثث أكثر من خمسين مغدورا من المعتقلين الذين اختطفتهم مليشيات مايعرف بالحشد الشعبي من سجن امرلي ، عثر على خمسة وعشرين جثة للمغدورين في الطب العدلي في محافظة ديالى بعد تعرضهم لاطلاق النار في منطقة الرأس واخرين تم طعنهم وسحلهم بالسيارات وتم استلام ثمانية من قبل ذويهم ، كما تم العثور على مقبرة جماعية للمعتقلين المغدورين تم قتلهم ودفنهم في قبر واحد قرب القرى الواقعة على طريق امرلي .
حادثة سجن امرلي التي حصلت مؤخرا من قبل الميليشيات هي مسلسل لمنهج الاعدامات الجماعية التي نفذتها هذه الميليشيات بحق معتقلين ابرياء ، فهذه الحادثة التي تمثلت باعدام هذه الميليشيات لاثني عشر سجينا من أبناء المناطق والقرى العربية في ناحية آمرلي؛ بعد اقتحامها سجن الناحية شرقي مدينة تكريت ،وإخراج المعتقلين وإطلاق النار عليهم ، فضلا عن اقتيادهم لأكثر من عشرة آخرين إلى مكان مجهول، ولم تتدخل الشرطة لوقف ما يحدث والذي يعد دليلا واضحا على أن للميليشيات اليد الطولى، وأنها المتحكم الفعلي في الملف الأمني.
الانتهاكات في محافظة صلاح الدين جراء العمليات العسكرية ومارافقها من اعمال طائفية رصدته المنظمات الحقوقية وبينت اثاره ، اذ قدرت أعداد النازحين من المحافظة نحو 250 ألف نسمة ، فضلا عن فقدان اكثر من نحو 4000 عائلة من المحور الغربي بالمحافظة بالاضافة الى اختطاف أكثر من 1000 شخص، منهم 249 مدنيا من قضاء الدور من قبل ميليشيات مايعرف بالحشد الشعبي ولايزال مصيرهم مجهولا .
عمليات السلب والنهب هي الاخرى كان مشهدا شاخصا بعد دخول القوات الحكومية وميليشيات مايعرف بالحشد الشعبي اليها ، فضلا نسف المئات من المنازل، وإحراق آلاف الدونمات من البساتين وتجريف المزارع، ولاسيما في المناطق القريبة من قضاء بلد ومناطق يثرب وعزيز بلد والإسحاقي والمعتصم.
المجازر بحق المدنيين العزل كان منها ايضا ماتم الاعلان عنه من العثور على جثامين المغدورين من عشيرة المحامدة الذين جرى والذين جرى تعذيبهم وإعدامهم على أيدي ميليشيات مايعرف بالحشد الشعبي في اطراف مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار ، الذين بات التعرف عليهم جراء التعذيب والتنكيل على ايدي هذه الميليشيات من الامور الشبه مستحيلة .
حادثة المحامدة هذه كانت جزءا من عمليات انتقامية ووحشية واسعة نفذتها ميليشيات مايعرف بالحشد الشعبي باعدامها المئات من نازحي الفلوجة بعد أيام من اعتقالهم والتحقيق معهم ، من ضمنهم اعدام 300 من هؤلاء المغدورين في منطقة البو عكاش بالصقلاوية في مدرسة ذو النورين، بعد يومين من اختطافهم بزعم أنهم ينتمون إلى مسلحي “التنظيم” بينما لم تتوفر معلومات عن نحو 100 آخرين.
الاعتقالات لازالت مستمرة وفقا لتصريحات المسؤولين الحكوميين والتي كان منها اقرار آمر الفوج الثاني التابع لميليشيا مايعرف بالحشد الشعبي “لورنس محمد العيساوي”بان ميليشياته اعتقلت 600 شخص من الفلوجة ،بحجة انتمائهم الى مسلحي “التنظيم “ومحاولة هروبهم مع العوائل النازحة من محاور الفلوجة الغربية والجنوبية ، كما اعترف قائد ماتعرف بعمليات الفلوجة الحكومية ، الفريق “عبد الوهاب الساعدي” بان القوات التابعة لهم اعتقلت نحو 1100 نازح من الذين خرجوا من مدينة الفلوجة وللاسباب ذاتها .
الجرائم هذه عززتها اعتراف مجلس محافظة الانبار الحالي بان أكثر من 15 الف شخص من اهالي الفلوجة مختطفون ومغيبون في السجون الحكومية بعد عزل الرجال والشباب عن العوائل لغرض تدقيق أسمائهم وكلها تحت ذريعة الانتماء الى مسلحي ” التنظيم ” وسط ظروف معيشية صعبة في اماكن احتجازهم .
الاحداث الجسام هذه في مدينة الفلوجة والعدوان عليها الهدف منه ليس رد الفلوجة لأهلها كما هو معلن وإنّما كان الانتقامُ من المدينة وأهلها هو الهدفَ، بسبب جهادها ضدّ الاحتلال الاميركي وتكبيده الخسائر الجسام ،فضلا عن رمزيتها في وجدان الأمة، وقد تحقّق هذا الانتقام عبر كثير من الانتهاكات الموثقة التي استعرضناها في تقريرنا وغيرها من الجرائم السابقة المتمثلة بالقتل والتعذيب والاعتقال وتغييب للأشخاص كما حصل في ناحية الصقلاويّة، وهدم للمساجد كما حصل في الفلوجة والكرمة وغيرها والاعتداء على النازحين بالضرب والتجاوز عليهم.
معركة الفلوجة وباحداثها هذه مختلفة عن المعارك السابقة التي شنّها الاحتلال الأمريكي وحكوماته عليها، فعلى الرغم من أنّ المعارك السابقة لم تكن متكافئة في العدد والعدة أيضًا، إلا أنّ أغلب أهلها كان لهم الرأي في إدارتها، ويتحملون مسؤولية تصرفاتهم وقراراتهم، وهو احد أسباب دفع العدوان وردّه، بخلاف ما حصل في هذه المعركة التي انفرد بالقرار فيها غيرهم .
منظمات حقوقية كانت راصدة للانتهاكات وحجم المعاناة جراء ماتقوم به القوات الحكومية وميليشياتها من حرب تصفية حساب بحق العراقيين .. منها ما اعلنت عنه منظمة الامم المتحدة بتصريح لكبير مسؤولي الشؤون الإنسانية فيها “ستيفن أوبراين” بان الناس الذين يهربون من الفلوجة في حاجة ماسة للمساعدات ، ويحتاجون إلى عون عاجل قبل أن يتحول هذا الموقف إلى كارثة إنسانية ، مؤكدا تخصيص المنظمة 15 مليون دولار كجزء صغير من 85 مليون دولار مطلوبة لسد حاجات نازحي الفلوجة ، داعيا المانحين إلى تقديم أموال إضافية للنازحين الى الخيام في الصحراء .
الارض التي يفترشها النازحون حتى هي لاتصلح للمكوث فيها كونها مكبا للنفايات العسكرية ومطمر للمواد الكيماوية بحسب الإئتلاف الحقوقي الدولي لأجل العراق، مؤكدا على ضرورة نقل النازحين إلى أماكن أكثر امنا ولا تسبب لهم بأمراض خطيرة مستقبلا ، مبينا ان هناك أكثر من ستة وستين مخيم عشوائي من هياكل وبيوت الطين والمخيمات المنفرده غير مشمولة بالمساعدات الحكومية أو المدنية بالإضافة إلى وجود اربعة الاف اسرة ممتدة من عامرية الفلوجه وحتى مدينة الحبانية يفتقرون إلى الخيام و الفرش وحتى الماء و الطعام والخدمات الطبية.
تفشي الامراض والاوبئة حذرت منه منظمة الصحة العالمية كون عشرات الآف النازحين هناك يواجهون مخاطر جسيمة على الصحة بعد أن تقطعت بهم سبل الوصول للخدمات الصحية ، وأن الوضع الصحي داخل الفلوجة وما حولها يبعث على القلق العميق، مشيرة الى أن هناك ضعف في مناعة الأطفال جراء غياب خدمات التطعيم طوال العامين الماضيين ، وهو ماينذر بتفشي الأمراض جراء ضعف مستوى المناعة يرافقها تردي مستوى النظافة.
منظمة الهجرة الدولية والهلال الأحمر والمجلس النرويجي للاجئين اقروا بمعاناة نازحي الفلوجة والمتمثلة بارتفاع أعدادهم إلى نحو 90 ألف شخص ، وان اعداد النازحين المهولة تجاوزت قدرات الاستيعاب المتاحة التي تشمل الاحتياجات الطارئة في مخيمات النازحين
الامر لم يقتصر على المنظمات الحقوقية بل شمل هيئات دينية منها ما اعربت عنه جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بان مدينة الفلوجة تتعرض لابادة جماعية محرّمة شرعًا وقانونًا والمتمثلة بالهدم وقتل السكّان الأبرياء الذين سبق لهم أن جاهدوا الاحتلال الأمريكي وتصدوا لعدوانه بشجاعة، داعية المراجع الشيعية إلى أن تكف عن الاستمرار بدعم “الحشد الشعبي” الذي ثبت أنه يستعمل الطائفية ويسفك الدماء ويُهجّر المسلمين من ديارهم ويدمر مساكنهم ويحرقها بهمجية،ومحملة مسؤولية الجرائم التي ترتكبها الميليشيات الطائفية لمن أفتى بمشاركة هذا الحشد الفوضوي في الحرب، مؤكدة أن مجرد النداء بتفادي التعرض للمدنيين لا يكفي لأن “الحشد الشعبي” شُحِن بالعداء والحقد، وتقوده دعوات إلى استئصال الفلوجة قاطبة.
مجلس محافظة الأنبار الحالي هو الاخر اقر وعلى لسان العضو فيه “حميد الدليمي ” بوجود 60 ألف نازح من الفلوجة في العراء ، لعدم وجود مخيمات ، وذلك في ظل الاهمال الحكومي المتعمد لنازحي الفلوجة بالتزامن مع انعدام المياه الصالحة للشرب .
الصحف هي الاخرى رصدت معاناة النازحين من الفلوجة جراء القصف الانتقامي والعمليات العسكرية اذ وصفت صحيفة التايمز البريطانية اوضاعهم بالكارثية نتيجة نقص الخيام ومبيت العائلات في العراء ، فضلا عن معاناتهم المتمثلة بالوقوف في الطابور لساعات من أجل استعمال المرحاض وهي جلها اوضاع تشبه الكابوس الحقيقي ، مؤكدة أن اعداد النازحين في تضاعف وسط انعدام الخدمات .
سيطرة ايران على العراق وتنفيذ الساسة الحاليين وميليشياتها لاجندات طهران عززها اعتراف كبير مستشاري ميليشيا فيلق القدس الايراني العميد ” ايرج مسجدي بان الفلوجة وحلب تعد الخط الامامي لما اسماها جبهة النضال في العراق وسوريا ، ومقرا بان قوات التعبئة و الحرس الثوري الايراني يشاركون في جبهة محاصرة الفلوجة وانه ليس امام مسلحي “التنظيم”اما الاستسلام او ان يلقوا حتفهم في العمليات المقبلة داخل المدينة.
مشاركة طهران في حرب تصفية الحساب ضد المحافظات المنتفضة للتغير الديمغرافي فقط بل تقف ورائه حملة لتصفية من شارك في حرب القادسية والقصاص منهم وهو مااكدته مصادر صحفية ان قائد فيلق قدس الايراني (قاسم سليماني) ، يتخذ من الحرب ضد (التنظيم) في مدينة الفلوجة واطرافها ومدن اخرى بمحافظة الانبار ، وسيلة لتصفية حسابات مع مدن وأشخاص شاركوا في الحرب بين العراق وايران ، مشيرة الى انه المحرض الرئيسي لدور بارز لميليشيا مايعرف بالحشد الشعبي في المعارك على حساب الجيش الحكومي وأي تشكيلات عسكرية نظامية أخرى ، اضافة الى تنفيذ مخطط تصفية جسدية منظم ضد اهالي مدينة الفلوجة ومدن اخرى في الانبار .
قوى وهيئات رافضة للاحتلال اكدت أنّ المأساة في العراق ستستمرّ باستمرار أصول المشكلة، وأنه لابدّ من حلّ جذري شامل يقوم على إعطاء كل ذي حقّ حقه، ومسؤولية تحقيق هذا الحلّ تقع على المجتمع الدولي الذي كان سببًا مباشرًا لما حلّ في العراق من كوارث يندى لها جبين الإنسانية؛ بسبب سكوته على العدوان الظالم عليه من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003 أولًا، وتغاضيه عن الهيمنة الإيرانية عليه ثانيًا، وليست دول الجوار في حلّ من المسؤولية إذ لم ترَ الحلّ في العراق إلا عَبر العملية السياسية، وصندوق انتخاباتها المقرّر أمريكيًا سلفًا، وبرلمانها المصنوع من الدمى على عين الراعي الأمريكي، وبمباركة الشريك الإيراني ، وحذرت هذه القوى من وصول نيران المشروع الإيراني التوسعي إلى جيران العراق، مؤكدة ان هذه النيران لاتستثني أحدًا منهم، وعليهم أن يعلموا أنهم ليسوا بعيدين عن مسؤولية المشاركة في المجازر التي ارتكبتها الميليشيات الإرهابية الإيرانية أو سترتكبها لاحقًا،منبهة إلى أن (للإرهاب) وجوهًا متعددة لا ينبغي التعامل معها بانتقائية .
يقين نت + وكالات
م